[frame="9 10"]
{1} رواه البزار عن عائشة {2} مسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان عن أبى هريرة {3} خرَّجه السيوطي في الجامع الصغير عن أنس {4} الترغيب والترهيب ومجمع الزوائد عن أنس {5} رواه ابن ماجة عن أبي هريرة وأخرجه أحمد والطبران والبيهقي عن ابن عمر
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CE%D8%C8%20%C7%E1%C5%E1%E5%C7%E3%ED%C9_%CC2_%C7%E1%E3%E6%E1%CF%20%C7%E1%E4%C8%E6%EC&id=8&cat=3
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج2_المولد النبوى}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
https://www.youtube.com/watch?v=99Um1MmY_qY
[/frame]
إن ما نحتاج إليه في أيامنا هذه أن نراجع أنفسنا في أخلاقنا ومعاملاتنا وإيماننا وسُلُوكنا على حال نبينا صلوات الله وسلامه عليه ، وحال مَنْ معه من صحابته الهادين المهديين لأن الله يقول لنا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب21
فنراجع حالنا على حالهم فنحن والحمد لله نصلي ونصوم ونحج ونزكي مثلهم، ولكن ليس حالنا كحالهم في الأمن والطمأنينة، وفي الصحة والعافية، لماذا؟
لأننا فرَّقنا بين تعاليم الإسلام ، جعلنا الإسلام خاصاً بالصلاة والزكاة والحج، ونسينا التعامل بدين الله وقُلنا هذا غير هذا ، يخرج الإنسان من الصلاة فيكذب على عباد الله ولا يحاسب نفسه على أن الكذب خطيئة يحاسبه الله عليها ويغشّ عباد الله المسلمين ولا يحاسب نفسه على الغش مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: {مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا}{1}
أي ليس من المسلمين وإن صلى وصام، لأنه خالف تعاليم المصطفى صلى الله عليه وسلم
كيف يُحافظ المرء منَّا على الصلاة ، ولا عليه بعد ذلك أن يخدع أو يُرائي أو يُنافق ولا مانع عنده أن يسبّ أو يسرق أو يلعن ويظنّ أنه لم يفعل شيئاً يُعاقب عليه ، ولو عاتبته أنا وأمثالي يقول إني أؤدِّي لله حقه : أؤدي الصلوات في أوقاتها وأصوم شهر رمضان وحججت بيت الله الحرام ، فنقول له: اسمع ما حدث أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقد قالوا له: {يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلاَنَةً تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا ، قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ}{2}
ألم تسمعوا ذلك؟ قال هى فى النار فصلاتها لا تُغْني عنها شيئاً يوم لقاء الله فقد ورد فى الأثر قولهم: {الدين المعاملة} فمنذ فقد المسلمون المعاملة التي أوصى بها الله والتي بيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفوا في حياتهم الكذب والغيبة والنميمة والحقد والحسد والغشّ والزور أصبحت عبادتهم لا ترتفع فوق رءوسهم طَرْفة عين ، يُصلُّون لله ولكنهم نسوا أنهم يقولون لله في كل ركعة من ركعات الصلاة: {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} الفاتحة
فنطلب منه عز وجل أن يهدينا الصراط المستقيم ، طريق الرسول الكريم ومَنْ معه من الصحابة الهادين المهديين ، وهل الكذب من الطريق المستقيم؟ وهل قول الزور من الطريق المستقيم؟ وهل غشّ المؤمنين والمؤمنات من الطريق المستقيم؟ وهل هذه الفواحش ما ظهر منها وما بطن من الطريق المستقيم؟
إن أفعالنا تُكذِّب اقوالنا ، والله ينظر إلى أفعالنا قبل أن ينظر إلى أقوالنا وقد قال صلى الله عليه وسلم: {لَيْسَ الإِيمَانُ بِالتَّمَني وَلاَ بِالتَّحَلي ، وَلكِنْ هُوَ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ وَصَدَّقَهُ الْعَمَلُ ، وإن قوماً خدعتهم الأماني ، وغرَّهم بالله الغَرُور ، وقالوا نُحْسن الظنّ بالله ، وكذبوا ، لو أحسنوا الظنّ لأحسنوا العمل}{3}
ومثلهم هؤلاء الذين يقولون: نعمل ما شئنا في إرضاء شهوات نفوسنا ثم نذهب بعد ذلك إلى بيت الله الحرام ونحج فيغفر الله لنا كل ما جَنَت أيدينا ، ونقول لمثل هؤلاء: على رسلك ، ألا تعلم أن المال الذي حصَّلته لو كان فيه قرشاً واحداً من مال حرام لا تُقْبل لك عبادة أربعين يوماً؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم: {إنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلٌ أَرْبَعِينَ يَوْماً}{4}
فلا يُقْبل منه صيام ولا صلاة ولا تلاوة للقرآن ولا ذكر ولا دعاء ، فإذا نوى الحج وكان حجه نفقته من حرام وقال: لبَّيك اللهم لبيك ، قالت له الملائكة: لا لبيك ولا سعديك وحجَّك هذا مردود عليك ، وكذا إذا أجاع نفسه في رمضان وأتعب نفسه بالعطش في أيامه ، وفطر على لقمة حرام أو فيها شبهة ، قلنا له: انضم إلى بقية الصفوف التي يقول فيها صلى الله عليه وسلم: {رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الجُوعُ والعَطَشُ}{5}
فلكل شئ أساس، وأساس ديننا المطعم الحلال ومنذ فَرَّط أهل هذا الدين في هذا الأساس وأصبح الرجل منهم لا يُبالي أخذ المال من حلال أو من حرام ، بالغشّ والخديعة أو عمل طيِّب وكَسْب مبرور ، تفَّشت الأوجاع في أجسامنا وغشيت الفتن مجتمعاتنا وانتشرت الأوبئة في شبابنا ، فرأينا منهم ما لم نسمع عنه من أحوال السابقين ولا اللاحقين ، لأنهم غُذُّوا بالحرام وتزيّوا بالحرام ونُشِّئوا على الحرام
فيا إخوة الإسلام في أيام ميلاد المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام راجعوا أنفسكم واعلموا إننا مسافرون وعمَّا قليل إلى الله راجعون ، وبما يرجع بعضنا الآن وهو بين يدي الله ، وربما يرجع إلى الله بعد الصلاة ، وربما يرجع إلى الله وهو نائم
فنراجع حالنا على حالهم فنحن والحمد لله نصلي ونصوم ونحج ونزكي مثلهم، ولكن ليس حالنا كحالهم في الأمن والطمأنينة، وفي الصحة والعافية، لماذا؟
لأننا فرَّقنا بين تعاليم الإسلام ، جعلنا الإسلام خاصاً بالصلاة والزكاة والحج، ونسينا التعامل بدين الله وقُلنا هذا غير هذا ، يخرج الإنسان من الصلاة فيكذب على عباد الله ولا يحاسب نفسه على أن الكذب خطيئة يحاسبه الله عليها ويغشّ عباد الله المسلمين ولا يحاسب نفسه على الغش مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: {مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا}{1}
أي ليس من المسلمين وإن صلى وصام، لأنه خالف تعاليم المصطفى صلى الله عليه وسلم
كيف يُحافظ المرء منَّا على الصلاة ، ولا عليه بعد ذلك أن يخدع أو يُرائي أو يُنافق ولا مانع عنده أن يسبّ أو يسرق أو يلعن ويظنّ أنه لم يفعل شيئاً يُعاقب عليه ، ولو عاتبته أنا وأمثالي يقول إني أؤدِّي لله حقه : أؤدي الصلوات في أوقاتها وأصوم شهر رمضان وحججت بيت الله الحرام ، فنقول له: اسمع ما حدث أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقد قالوا له: {يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلاَنَةً تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا ، قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ}{2}
ألم تسمعوا ذلك؟ قال هى فى النار فصلاتها لا تُغْني عنها شيئاً يوم لقاء الله فقد ورد فى الأثر قولهم: {الدين المعاملة} فمنذ فقد المسلمون المعاملة التي أوصى بها الله والتي بيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفوا في حياتهم الكذب والغيبة والنميمة والحقد والحسد والغشّ والزور أصبحت عبادتهم لا ترتفع فوق رءوسهم طَرْفة عين ، يُصلُّون لله ولكنهم نسوا أنهم يقولون لله في كل ركعة من ركعات الصلاة: {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} الفاتحة
فنطلب منه عز وجل أن يهدينا الصراط المستقيم ، طريق الرسول الكريم ومَنْ معه من الصحابة الهادين المهديين ، وهل الكذب من الطريق المستقيم؟ وهل قول الزور من الطريق المستقيم؟ وهل غشّ المؤمنين والمؤمنات من الطريق المستقيم؟ وهل هذه الفواحش ما ظهر منها وما بطن من الطريق المستقيم؟
إن أفعالنا تُكذِّب اقوالنا ، والله ينظر إلى أفعالنا قبل أن ينظر إلى أقوالنا وقد قال صلى الله عليه وسلم: {لَيْسَ الإِيمَانُ بِالتَّمَني وَلاَ بِالتَّحَلي ، وَلكِنْ هُوَ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ وَصَدَّقَهُ الْعَمَلُ ، وإن قوماً خدعتهم الأماني ، وغرَّهم بالله الغَرُور ، وقالوا نُحْسن الظنّ بالله ، وكذبوا ، لو أحسنوا الظنّ لأحسنوا العمل}{3}
ومثلهم هؤلاء الذين يقولون: نعمل ما شئنا في إرضاء شهوات نفوسنا ثم نذهب بعد ذلك إلى بيت الله الحرام ونحج فيغفر الله لنا كل ما جَنَت أيدينا ، ونقول لمثل هؤلاء: على رسلك ، ألا تعلم أن المال الذي حصَّلته لو كان فيه قرشاً واحداً من مال حرام لا تُقْبل لك عبادة أربعين يوماً؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم: {إنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلٌ أَرْبَعِينَ يَوْماً}{4}
فلا يُقْبل منه صيام ولا صلاة ولا تلاوة للقرآن ولا ذكر ولا دعاء ، فإذا نوى الحج وكان حجه نفقته من حرام وقال: لبَّيك اللهم لبيك ، قالت له الملائكة: لا لبيك ولا سعديك وحجَّك هذا مردود عليك ، وكذا إذا أجاع نفسه في رمضان وأتعب نفسه بالعطش في أيامه ، وفطر على لقمة حرام أو فيها شبهة ، قلنا له: انضم إلى بقية الصفوف التي يقول فيها صلى الله عليه وسلم: {رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الجُوعُ والعَطَشُ}{5}
فلكل شئ أساس، وأساس ديننا المطعم الحلال ومنذ فَرَّط أهل هذا الدين في هذا الأساس وأصبح الرجل منهم لا يُبالي أخذ المال من حلال أو من حرام ، بالغشّ والخديعة أو عمل طيِّب وكَسْب مبرور ، تفَّشت الأوجاع في أجسامنا وغشيت الفتن مجتمعاتنا وانتشرت الأوبئة في شبابنا ، فرأينا منهم ما لم نسمع عنه من أحوال السابقين ولا اللاحقين ، لأنهم غُذُّوا بالحرام وتزيّوا بالحرام ونُشِّئوا على الحرام
فيا إخوة الإسلام في أيام ميلاد المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام راجعوا أنفسكم واعلموا إننا مسافرون وعمَّا قليل إلى الله راجعون ، وبما يرجع بعضنا الآن وهو بين يدي الله ، وربما يرجع إلى الله بعد الصلاة ، وربما يرجع إلى الله وهو نائم
{1} رواه البزار عن عائشة {2} مسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان عن أبى هريرة {3} خرَّجه السيوطي في الجامع الصغير عن أنس {4} الترغيب والترهيب ومجمع الزوائد عن أنس {5} رواه ابن ماجة عن أبي هريرة وأخرجه أحمد والطبران والبيهقي عن ابن عمر
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CE%D8%C8%20%C7%E1%C5%E1%E5%C7%E3%ED%C9_%CC2_%C7%E1%E3%E6%E1%CF%20%C7%E1%E4%C8%E6%EC&id=8&cat=3
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج2_المولد النبوى}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
https://www.youtube.com/watch?v=99Um1MmY_qY